2022-09-04

إنتهاء مسيرة الأسطورتين الأمريكتين سيرينا و فينوس ولياميز

بقلم رحاب طارق

ما بين البداية فى سن ال ٥ سنوات بمقاطعة كومبتون بولاية كاليفورنيا إلى سن ال٤١ و النهاية بولاية نيويورك على ملعبها المفضل آرثر أش ....يوجد تاريخ حافل للابنة الخامسة و الأخيرة لعائلة ويليامز.. 

سيرينا ريتشارد وليايمز التى كانت تتعرض لتنمر عنصري هى و الأخت  الكبري فينوس لدرجة ان الأب قرر تحويل الدراسة إلى تعليم منزلى حتى لا يتعرضوا ل أى ضغوط نفسية أخرى و عند دخولهم عالم الكرة الصفراء التى كانت حكرا على أبناء طبقة الأغنياء ،تعرضت البنتين لما هو أسوء من ذلك ...عنصرية اللون و السب و المهانة...ف ما كان من الأب إلا أن يسحب بناته من هذا الجو الغير مريح سواء البطولات او أكاديمية ريك ماكى و أن يتوقف تماما عن مشاركة بناته فى البطولات و الإكتفاء بتدريبهم بنفسه على مدار كل هذة السنوات ....أتذكر أن اللاعبة الألمانية شتيفى جراف كان والدها هو مدربها على مدار سنوات مجدها و حتى اعتزالها و هى تحمل ٢٢ جراند سلام ....

اليوم سيرينا تعتزل و هى حاملة ل ٢٣ لقب جراند سلام و ألقاب أوليمبية و ألقاب أخرى.  

هل يستحق تاريخ هذة اللاعبة أن يدرس و أن تكون حياتها نموذج يحتذى به؟ هل غيرت الأختين مسار التنس فى العالم بعد جيل شتيفى و مارتينا نافرتيلوفا؟ هل سيكون اعتزال سيرينا و فينوس له نفس تأثير اعتزال هينجز و بيريز و أرانشا و غيرهم ؟

هل ما حققته الأختين على مدار أكتر من ٣٠ عاما فى هذة اللعبة وضع التنس العالمى فى مسار آخر ؟ 

هل المعجزة فى تحقيق كل هذة الألقاب فقط أم أن المعجزة فى التاريخ الحافل من أسرة مكونة من ٧ افراد بظروف صعبة و معيشة تحت المتوسطة مع محاولة الأب و الأم توفير كل سبل التدريب المناسبة مع الاهتمام بالدراسة و الاخلاقيات ...

أعتقد أن ان التحدى ليس فقط فى الأختين إنما ما فعله الأب و الأم يجب ان يدرس ايضا ل أولياء الأمور...

طريقة تنظيم اليوم و محاولة الادماج بين الرياضة و الدراسة و الحياة الاجتماعية و تحديات العصر،حقيقي معجزة .....

ما وصلت إليه سيرينا و فينوس يدل على تخطيط أسري دقيق و أن الكل كان يعمل على قدم و ساق طوال هذة السنوات لتوفير مناخ رياضى لكى ينتج عنه هاتين البطلتين مع وجود صعوبات و عقبات و تغيير الخطط بناءا على ٨ءة التغييرات. قرارات الأب التى احيانا كانت قرارات ديكاتورية و كانت نقط خلاف بين الأفراد فى بعض الأحيان و الى ألت إلى ما وصلت اليه البنتين....تظهر و بوضوح مدى فهم الأب لألية الرياضة و خاصة التنس ...

كنت معتقدة ان التاريخ لن يأتى بمثل جراف او نافرتيلوفا او هينجز أو بيلى جين كينغ....و أن معجزة هؤلاء تظهر كل مئات السنوات...و لكن ظهرت هاتان الفتاتان فى عصر مفتوح و تنس عصري و هيمنة أمريكية من أسرة كافحت من أجل هذة اللحظات....

قرار اعتزال ملكة التنس الأمريكى من وجهة نظرى جاء متأخرا و كان لابد من الاعتزال منذ فترة و لكن قرار اعتزال رياضى عالمى ليس بالقرار السهل لأن لابد له من إيجاد بدائل قوية بعد أن كانت الحياة مليئة بصخب البطولات و الإنجازات و السفر و التدريبات الشاقة و غيرها من التفاصيل...ف التخلى عن كل هذا لابد له من بدائل حتى لا يصاب الرياضى بالاكتئاب...و أعتقد ان هذا ما فعلته سيرينا انها رتبت البدائل و خططت لحياتها القادمة قبل قرار الاعتزال .....

سيرينا مثال حى فى الكفاح العام ل أى رياضي:؟لم يكن الطريق مفروش لتورظ و انما كان مفروش ب أشواك كثيرة....سنوات صعبة و شاقة و خاصة عندما تكون منبوذ من مجتمع عنصري ف إما أن تتيسر الأمور أو تصعب ..و الحقيقة أنها واجهت تحديات غير محتملة و خاصة عندما حاول والدها إيجاد داعم لها و قابل كم من الانتهاكات الغير طبيعية ...

اعتزال سيرينا و فينوس حقا سيكون له تأثير سلبي على التنس النسائي و لكنها سنة الحياة .....تاريخ حافل و أرشيف غنى ب كم من البطولات التى يجب تدريسها. 

تركت عائلة ويليامز رصيد من المباريات لا حصر له ...من يريد التعلم يجب عليه مشاهدة المباريات و يتعلم 

دروس مجانية ليس تنسيا فقط إنما على  كل المستويات 

سنفتقد سيرينا و فينوس  ....المرأتان الحديديتان.

شكرا لكما على كل ما قدمتموه لهذة الرياضة العظيمة...

أمتعتونا على مدار سنوات بتنس و لا أروع و لا أجمل ......

سننتظر سنوات أخرى حتى تظهر سيرينا و فينوس أخريات....